اخبار

النصيرات تفقد حلاقها الطيب سعيد الخواص بالحريق المأساوي

اعتاد سكّان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة- ولاسيما كبار السن منهم- منذ عقود على ارتياد صالون الحلاق سعيد الخواص، المعروف بمهارته في حلاقة الشعر وتصفيفه، والعناية بالبشرة، وعلاج الجسم بالتدليك، ورغم صغر مساحة الصالون الواقع على الدوار الرئيس بالمخيم، إلا أن زبائنه كانوا من كل طبقات المجتمع، ويقصدونه من مناطق بعيدة.

قصة النجاح تلك انتهت بشكل كارثي عندما أنهى حريق مأساوي حياة بطلها، وطوى عقودًا من عمله المتقن، بعد وفاته أمس متأثرًا بإصابته في أحد مستشفيات الضفة الغربية المحتلة، كما أنى أتى على صالونه بالكامل.

واندلع حريق هائل يوم 5 مارس/ آذار الجاري في سوق مخيم النصيرات أدى لاستشهاد 12 مواطنًا وإصابة 53 آخرين، 14 منهم بحراج خطيرة، بالإضافة إلى أضرار مادية جسيمة.

الخواص (65 عامًا) يزاول منذ أكثر من 40 عامًا مهنته بحب، كما يقول مرتادو صالونه، ويعمل جاهدًا ليطعم عائلته التي تعيش في ظروف صعبة، جراء إصابة أحد أبنائه خلال مسيرات العودة، وآخر بحروق في الجسم قبل سنوات، وثالث بمرض كلوي، بالإضافة إلى هجرة اثنين آخرين خارج القطاع.

واختار الخواص مكان صالونه- الذي يوصف  بـ”الأثري”، في مخيم النصيرات رغم استقرار عائلته بمخيم البريج القريب، لـ”عشقه لهذا المخيم، وتكوينه شبكة علاقات طيبة بجيران صالونه”، وفق عائلته.

“منذ أن كنت طفلًا في عمر 10 سنوات وأنا أتزين عنده، ولم أذهب لحلاق غيره”، يقول الأكاديمي ووكيل وزارة التنمية الاجتماعية سابقًا يوسف إبراهيم عن الخواص.

ويضيف “كنت عند الخواص قبل خمسة أيام من الواقعة، تحدث لي عن همومه، فحاولت التخفيف عنه، ولم أعلم أنها هموم الوداع، وأنه كان يحملني الأمانة”.

أما الشاعر والأكاديمي خضر أبو جحجوح فألف قصيدة نشرها عبر صفحته على “فيس بوك” عن الحلاق الشهيد، مشيرًا إلى أنه أحد زبائنه منذ عام 1984.

ويقول الفنان علاء قدوحة إن الحلاق الخواص من أقدم وأشهر الحلاقين بمخيم النصيرات، وكان زميلًا له حين عمل في هذه المهنة لسنوات.

ويضيف “كان رجلًا طيبًا وملتزمًا في صلاته والابتسامة لا تفارق وجهه أبدًا، وكان بسيطًا جدًا ويأتي لصالونه من منزله بمخيم البريج مشيًا على الأقدام”.

وكان آخر لقاء بين قدوحة والخواص قبل يوم واحد من الحريق، وسأل فيها الراحل الفنان عن موعد انتهاء تصوير مسلسه الجديد.

“الطيب المحبوب”

وأخذت زوجة الفقيد تتحدث عن محبة الناس له، “فقد كان قريبًا من القلب، محبوبًا وعلى علاقة طيبة بالجميع”.

وتقول لمراسل وكالة “صفا” إنها هرعت لحظة وقوع الحادثة للبحث عنه، حتى جاءها نبأ وجوده بالمستشفى.

وتضيف “لم نره لشدة الحروق التي أصابت جسده، وأبلغني الأطباء بخطورة حالته ووجوب سفره للعلاج بالخارج”.

وقعت صدمة إصابة الحلاق الخواص ووفاته تدريجيًا على عائلته ومعارفه كالصاعقة، كما تقول زوجته، لكن أحفاده أكثر من فقدوه، إذ اعتادوا على مداعبته، وهداياه.

وتتابع الزوجة: “رأينا محبيه، ومن يتحدثون عنه بالخير، ورغم ضيق حاله، إلا أننا اكتشفنا أنه كان يفعل الخير لكثير من الناس ويعالج بعضهم بالمجان، فسيرته حسنة أينما حل”.

وتختم بقولها “كان كادحًا يتعب ليطعم أولاده، حتى اصطفاه ربه شهيدًا وهو يسعى لرزق عياله، ونحسبه أنه توفي وهو يبحث عن لقمة العيش المرّة”.

تابعونا على الحسـابات التالية ليصلكم كل جديد

|| صفحة فيسبوك || جروب فيسبوك ||  قناة تيلجرام ||  صفحة تويتر  ||

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock