اخبار

عائلة تامر السلطان تكشف تفاصيل جديدة حول وفاته

“اكتبوا اسم تامر السلطان على حيطان المخيمات، وفي الأزقة، أكتبوه على جدران مراكز التوقيف، والمساجد والكنائس، وعلى أبواب منازل قادة الأمن، والجنود، ومسائيل الفصائل كلها”.

أكتبوه في بيوتكم، سموه لأطفالكم، شيدوا باسمه الميادين، حاصروا باسمه كل من سجن وعذب وأمر بالاعتقال، ومن صمت عنه.. حاصروهم جميعًا باسم تامر السلطان، اجعلوا أثر جريمتهم حيّة إلى الأبد، عاقبوهم باسم تامر وتعبه وشوق أطفاله له.. حاصروهم بدم تامر وصورته، اسجنوهم في ثوب الخطيئة إلى الأبد، وعندما يوقفك رجل الأمن، ويسالك عن اسمك، قل له: اسمي تامر السلطان”.

ربما تكون كلمات الكاتب محمد جودة هي الأكثر تعبيراً عن حالة الشارع الغزي مساء أمس الثلاثاء، حين فُجع أصدقاء وعائلة الشاب تامر السلطان (37 عاماً) بخبر وفاته في البوسنة والهرسك، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بدموع وكلمات مُثقلة بالألم كانت أعمقها “رحل تامر وبقي السلطان”.

فقد هرب تامر من الموت إلى الموت، لن تُسعفه جميع أدوية صيدليته التي تركها مهجورة، لن تُعيده قُبلات والدته وأطفاله، لن تسقي روحه دموع زوجته ووالده وأصدقائه، وقبل أن يُغادر، كان قد ترك إجابة على كل سؤال، حين كتب على صفحته أسباب هجرة الكوادر المهمة من غزة:

لكن تامر لم يترك إجابة على سبب وفاته، فقد تضاربت الروايات، ما بين غرق، أو سرطان، أو لدغة عقرب، أو جرح أدى إلى حمى شديدة.

كيف مات؟

يقول ساهر السلطان، شقيق تامر الأصغر: “لم يكن تامر مُصاباً بأي مرض، كان يُعاني من مشاكل في أذنه ومعدته، ولكنه تعالج منذ عام، ولم يعد يُعاني من أي شيء”.

وأضاف ساهر في حديثه لـ”دنيا الوطن”: “لم يُخبرنا أحد بشكل رسمي عن سبب وفاته بالتحديد حتى الآن، فنحن مثلنا مثل باقي الناس، نقرأ ما يكتبه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وما يكتبه أصدقاؤه، ولا نعرف السبب الحقيقي حتى اللحظة”.

وكشف ساهر أن كل ما عرفوه بطريقة رسمية هو أن تامر متوفي منذ ثلاثة أيام، وقال: “صدر تقرير نشره أصدقاؤه لا نعرف هل هو تقرير رسمي أم لا، يفيد بأن تامر أُصيب بحمى شديدة، وتم نقله بالإسعاف إلى المستشفى، لكنه توفي في الساعة الخامسة صباحاً، وكان هناك قطع في يده اليسرى، ولا نعلم هل كان معه عدوى أم لا؟ فالأمور ليست واضحة”.

رحلة الموت
 
وروى ساهر تفاصيل رحلة شقيقه تامر من الموت إلى الموت قائلاً: “كان تامر يتمنى الخروج من غزة بسبب سوء الأوضاع بها، لكن عائلتي كانت تمنعه في كل مرة بسبب القصص المؤلمة التي نسمعها عن الشباب المُهاجرين من موت وضياع وفقدان ومصير مجهول”.

وأضاف ساهر: “كانت عائلتي تُحاول توفير كل شيء لتامر، وتُحاول ألا ينقص عليه شيء حتى لا يُفكر بالهجرة، لكن الأمور في غزة ازدادت سوءاً، فأخذ قراراً رسمياً بالخروج”.

غادر تامر غزة في نيسان/ أبريل من هذا العام، متوجهاً إلى مصر حاملاً معه الكثير من الأمل، الكثير من الألم، فقد كان مُتعلقاً جداً بأطفاله الثلاثة (وسام 7 سنوات، فتحي 6 سنوات، ميرا عام ونصف)، وينتظر النُطفة التي تنمو برحم زوجته بفارغ الصبر، متأملاً أن يكون موجوداً حين يخرج طفله الرابع إلى الحياة بعد 4 أشهر، قبل أن يُغادرها هو إلى الأبد.

سامح تؤجر

يقول ساهر: “أرسلنا أطفاله إلى منزل أقاربنا كي لا يُشاهدوا وضع والدتهم وجدتهم وجدهم المأساوي، فقد امتلأ المنزل بالصراخ والبكاء”.

وتحدث عن تامر باكياً: “لم يحقد تامر في حياته على أحد، وكان مُحباً لفعل الخير، فهو من مؤسسي حملة سامح تؤجر، وكان في كل يوم جمعة يخرج بشكل شخصي مع صديقه عبد الحميد عبد العاطي، لشراء الدجاج والخضراوات والبقوليات وتوزيعها على الأُسر الفقيرة”.

وبمتابعة صفحات أصدقائه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كتب الناشط محمود نشوان: “أحد من كان معهم في الرحلة أكد لي أن الصديق تامر السلطان مات بعد أن قرصة عقرب في طريق هجرته، وهذا ما يوضحة تقرير المستشفى أيضًا”.

لدغة عقرب

ونشر نشوان صورة التقرير الرسمي الذي صدر من المستشفى وتمت ترجمته بواسطة سفارة فلسطين في البوسنة والهرسك، لإرساله لعائلته.

وجاء في التقرير أن تامر وصل مستشفى dr. irfan ljubijankic cantonal في 16 آب/ أغسطس مُصاباً بحمى وضعف وإنهاك شديد، وتغيرات في جلد ساعده الأيسر، ودخل عملية جراحية عاجلة إثر نزيف في جدار البطن والذراع، وتفاقمت حالته تدريجياً حتى أعلنت وفاته بعد يوم من دخول المستشفى.

وحاولت “دنيا الوطن” التواصل مع السفارة الفلسطينية في البوسنة والهرسك عبر الهاتف والإيميل الرسمي، ولكن لم تَرِد أي إجابة حتى الآن.
ودشن أصدقاء تامر هاشتاج (غزة بدها تامر)، مُطالبين بإعادة جثمانه إلى غزة لدفنه في وطنه الذي لفظه حياً، وسيحتضنه ميتاً.
واستجابت وزارة الخارجية لهذه المطالب، وأكدت في بيان لها أنها تقوم بكل ما يلزم لنقل جثمان تامر إلى غزة، واصفينه بشهيد الغربة وضحية الحصار الظالم المستمر على غزة.
صور لتامر من صفحته وصفحات أصدقائه:
 

تابعونا على الحسـابات التالية ليصلكم كل جديد

|| صفحة فيسبوك || جروب فيسبوك ||  قناة تيلجرام ||  صفحة تويتر  ||

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock