اخبار

ما الفرق بين (كواد كابتر) والطائرات الأخرى؟ وما الهدف من استمرار تحليقها بغزة؟

تداولت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أخباراً بأن طائرة من نوع (كواد كابتر) هي التي ساعدت على اغتيال القيادي البارز في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قبل عدة أيام، في حي الشجاعية شرقي قطاع غزة.

وتساءل العديد من المواطنين، عن ماهية طائرة (كواد كابتر)، وكيف تعمل، وما الفرق بينها وبين طائرات (الزنانة)، والاستطلاع.

أوضح بعض المحللين في الشأن العسكري والأمني، الفرق بين هذا النوع من الطائرات، والطائرات الأخرى التي تستخدم في التصوير والمراقبة، وقد تكون لعملية اغتيال الشخصيات.

أكد الدكتور اسلام عطا الله، باحث في وحدة أبحاث الأمن القومي في مركز التخطيط الفلسطيني، أن طائرة (كواد كابتر) والطائرات المسيرة، والاستطلاع، كلها تندرج تحت اسم واحد.

وأشار عطا الله، إلى أن الطائرة المسيرة بدون طيار، هي طائرة توجه عن بعد، أو تبرمج مسبقاً لطريق تسلكه، وفي الغالب تحمل حمولة لأداء مهامها، كأجهزة كاميرات أو حتى القذائف، لافتاً إلى أن الاستخدام الأكبر لها هو في الأغراض العسكرية، كالمراقبة والهجوم.

وقال: “شهد استخدامها في الأعمال المدنية، مثل مكافحة الحريق ومراقبة خطوط الأنابيب، تزايداً كبيراً، حيث تستخدم في المهام الصعبة والخطرة بالنسبة للطائرة التقليدية”، مضيفاً: “ويطلق أسماء مختلفة على تلك الأنواع، حسب استخدامها وحسب مهامها، وأسماء لها علاقة بالشركات المصنعة فقط”.

أما طائرة (كواد كابتر)، أوضح عطا الله، أنها تستخدم من قبل قوات المشاة، وتصنف بأنها من نوع الطائرات العمودية، متعددة المراوح، تضم من أربع الى ست مراوح، ولها جهاز لا سلكي،  وتستخدم طائرة الكواد كابتر، من قبل قوات المشاة، ويتحكم بها شخص من على الأرض.

وقال: “يفترض بأن هذه الطائرة مزودة بكاميرة دقتها عالية قد تزيد عن 12 ميجابكسل/٤ كي، ويمكن التحكم فيها حتى نطاق 4.3 ميل، ولديها القدرة على الطيران حتى 27 دقيقة، بسرعة تقارب 40 ميلاً في الساعة”. 

وأضاف: “ومن المعلوم أن إسرائيل لا تكتفي بمثل هذه المواصفات لطائراتها، بل تزيد من قدرات مواصفاتها الفنية دائماً لتناسب ميادين الاستخدام، وتوفر هذه الطائرات لقوات المشاة والقوات الخاصة قدرة على الرؤية والاستطلاع في المهمات الخاصة”.

وأوضح، أن الطائرات الأخرى، التي تستخدم من قبل القوات الجوية الإسرائيلية، هي طائرات مجنحة، وليست عمودية، وتستخدم للاستطلاع ولمهام عسكرية، لكن حجمها أكبر، وهي ما يطلع عيها العامة باسم “الزنانة”، وتختلف أنواع هذه الطائرات واستخداماتها.

وأشار الباحث في وحدة أبحاث الأمن القومي في مركز التخطيط الفلسطيني، إلى أن إسرائيل هي أكبر مصدر لهذه الطائرات في العالم، حيث تصنع نوعين من الطائرات الكبيرة بدون طيار، والنوع الأول هو من طراز (إيتان) الذي يبلغ طول جناحيه 26 متراً، والنوع الثاني هو من طراز (هرمس 450) القادر على حمل ذخيرة، ويستخدمه الجيش الإسرائيلي في عمليات الاغتيال.

وفيما يتعلق، بطائرة (كواد كابتر) وكيف تقوم بعملية التصوير، أوضح عطا الله، أن هذه الطائرة مزودة بكاميرات عالية الدقة، ولديها القدرة على تصوير المكان الذي تستطيع الدخول إليه، وذلك في حال تجاوزت المعيقات الصناعية والطبيعية، وتوافر الظروف التي تمكنها من عملية التصوير.

وفي السياق ذاته، أشار عطا الله، إلى أن هذا النوع من الطائرات غير قادر على التحليق لساعات، فقدرتها على التحليق محدود، قد لا تزيد عن نصف ساعة، أو أكثر قليلاً؛ لأن حجمها صغير، وبالتالي بطاريتها التي تزودها بالطاقة صغيرة.

وأضاف: “في المعرض الدولي للدفاع والأمن بباريس، كشفت شركة إسرائيل لصناعات الطيران، عن طائرة صغيرة بدون طيار(ميني درونز) من صنعها، وعرضت فيديو لواحدة من التجارب الناجحة لهذا السلاح الجوي الفتاك الذي يطلق عليه اسم (بابتيسي روتم 1200) وهي(درون)، صغيرة الحجم يمكن لها الإقلاع بشكل عمودي كباقي الطائرات المسيّرة التي تستخدم من قبل الهواة”.

وتابع: “لكن ما يميزها هو أنها طائرة مقاتلة، هدفها الأساسي هو رصد الأهداف المعادية ثم الانقضاض عليها بشكل مباشر لتفجيرها كالصواريخ عادة، حيث إنها محملة بقنبلتين وتزن 5.8 كلغ”، مردفاً بقوله: “كما صنعت الشركة الإسرائيلية طائرة درون انتحارية أخرى هي هاروب، التي تنفجر مباشرة في الأهداف المعادية، وهي قادرة على القيام بمهامها في المناطق العمرانية ضمن شعاع 10 كلم”.

وحول استمرار تحليق طائرة (كواد كابتر) في أجواء قطاع غزة، بهدف اغتيال أي شخصية أخرى، رأى عطا الله، أن هذا الأمر وارد جداً، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن الاحتلال لا يلتزم بأي وعود ولا يضع حرمة الأطفال والبيوت والمدنيين وفق أجنداته، بل إنه يتجاوز الأخلاق، ومبدأ التناسبية في الحرب.

وأوضح، أن الاحتلال، يبرر أفعاله الإجرامية، بأنها إجراءات استباقية؛ لتوخي القنابل الموقوتة، وهو بذلك يبرر جرائمه التي يتغاضى عنها العالم، وفي أفضل الأحوال لا تحصل إلا على إدانات خجولة.

من جانبه، أوضح محمد أبو هربيد، المختص في الشأن الأمني، أن طائرة (كواد كابتر) هي طائرة حديثة تستخدم لأغراض متعددة، أول ما ظهرت في جانب (الميديا)، وتصوير المهرجانات والاحتفالات، ولكن تطورت في الأونة الأخيرة، ليكون استخدامها في الجوانب العسكرية، وبدأت تظهر بكثرة في قطاع غزة، وأصبحت تستخدم في الرصد والمباغتة والتصوير، وإلقاء قنابل الغاز على المتظاهرين، وخصوصاً غبان مسيرة البوابات الإلكترونية في المسجد الأقصى.

وقال أبو هربيد: “تم تطوير هذا النوع من الطائرات في الولايات المتحدة الأمريكية، وأصبحت تستخدم بعمليات القنص والاغتيال”.

وقال: “اما بخصوص طائرة (الزنانة)، فحجمها أكبر من (الكواد كابتر)، أما من ناحية الوظائف فهي تحلق على مسافات عالية، ومن الصعب أن تنخفض بين المنازل، فهي تدخل في الجوانب العسكرية بشكل أكبر، وتعمل على ترصد وتعقب وفيها ادوات تقنية حديثة، ومسؤولة عن قصف عن بعد، فهي تحمل كميات من المتفجرات التي تعتبر أكثر فتكاً”.

وأضاف: “مجموعة الطائرات التي يستخدمها الاحتلال، لها وظائف متعددة من ضمنها الرصد والتعقب والتصوير، بالإضافة إلى إلقاء قنابل”.

وبالعودة الى طائرة (الكواد كابتر)، أوضح الخبير الأمني، أن هذه الطائرة لديها القدرة على الدخول الى المنازل من أماكن واسعة، ويمكن أن تقف على النافذة وتقدم على تفجير نفسها، ولكن بشرط أن تكون قد وصلت إلى الهدف، وأن يقودها إنسان محترف، ومزودة بكاتم صوت، ويمكن أن تقدم على اغتيال شخصية عن بعد، ومن ثم تنسحب من المكان، ودون أن يدري أي شخص.

وحول استمرار تحليق طائرة (كواد كابتر)، في السماء، أوضح أبو هربيد، أن الهدف من ذلك هو إعداد بنك الأهداف، وقد تكون في إطار المناورات والتدريب في كيفية استخدامها، بالإضافة إلى أنه ذلك جزء من الحرب النفسية، فالاحتلال يريد إزعاج المواطنين والمقاومة.

من جانبه، أكد اللواء واصف عريقات الخبير في الشأن العسكري، أن طائرة (الكواد كابتر) هي إحد أنواع الطائرات المسيرة، ذات مهام قد تكون مختلفة، حيث إنها متطورة أكثر، وتعمل في مجال الرقابة والرصد وحمل القنابل اليدوية وقصف الأهداف.

وقال: “هذه الطائرة هي نوع مطور من الطائرات الأخرى، وتعمل على الرقابة والملاحقة والمطاردة، وإلقاء قنابل يدوية صغيرة على الهدف”، موضحاً في الوقت ذاته، أن ما حدث مع الشهيد بهاء أبو العطا، أن طائرة الكواد كابتر، قد تكون فجرت نفسها، وذلك بعد أن رصدت الهدف، وفي نفس الوقت أقدمت الطائرات الحربية على قصف المنزل، أسفرت عن اغتيال أبو العطا.

وكانت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، قد طالبت أن يُوقف جيش الاحتلال الإسرائيلي، استخدام طائرة (كواد كابتر) التي يستخدمها الاحتلال للتجسس على قادة الفصائل، وأعمال المقاومة في القطاع.

 

تابعونا على الحسـابات التالية ليصلكم كل جديد

|| صفحة فيسبوك || جروب فيسبوك ||  قناة تيلجرام ||  صفحة تويتر  ||

مقالات ذات صلة

‫62 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock