اخبار

محمد علي : كان الشبان يموتون في الاحتجاجات والسيسي مشغول ببناء قصره

لندن ـ «القدس العربي»: خصَّ الفنان والمقاول المصري المعارض والمعروف محمد علي، جريدة «القدس العربي» بحوار خاص ليكون الأول له مع صحيفة عربية منذ مغادرته مصر وظهوره كمعارض لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكشف لـ«القدس العربي» العديد من الملفات الجديدة التي لم يسبق أن تطرق لها من قبل. وتحدث علي عن الحملات التي يجري تنظيمها في مصر ضد الفلسطينيين من أجل تحريض الرأي العام في الداخل عليهم، مشيراً إلى أن الهدف من هذه الحملات هو «جني المزيد من الأموال لجيوب جنرالات في الجيش»، كما كشف أيضاً ولأول مرة أن الجيش في مصر كان يخطط للانقلاب على الرئيس الراحل محمد مرسي وتنصيب السيسي مكانه، وذلك بعد أسابيع قليلة على فوز «الإخوان المسلمين» في الانتخابات العامة التي جرت في البلاد عام 2012.

المقاول محمد علي البالغ من العمر 45 عاماً شدد على أن لديه «خريطة متكاملة لإمبراطورية الفساد في الجيش المصري» توصل إليها بعد أن أمضى أكثر من 15 عاماً في العمل كمقاول لحساب الجيش المصري، لافتاً إلى أن «كل جهة داخل الجيش تتقاضى نسباً مالية من المشروعات التي تنفذها، بل يتم اختلاق مشروعات غير ضرورية لجني المزيد من العمولات المالية».
وتأتي تصريحات علي لـ«القدس العربي» على هامش جولة له في العاصمة البريطانية نظمتها مؤسسة «إيجيبت ووتش» التي تتخذ من لندن مقراً لها، وهي أول نشاط دولي يقوم به منذ خروجه من مصر قبل عدة شهور وكشفه جملة من ملفات الفساد التي أحدثت ضجة كبيرة في مصر، فيما علمت «القدس العربي» أن علي سوف يبدأ من لندن جهوداً جديدة من أجل حشد المصريين في الخارج للإطاحة بالسيسي من الحكم.

وفيما يلي النص الكامل للحوار :
■ كيف يُعرّف محمد علي نفسه؟
□ أنا مواطن مصري بسيط من منطقة العجوزة، ووالدي كان بطلاً رياضياً، لم أتمكن من استكمال تعليمي الجامعي، حيث اضطررت للعمل مبكراً من أجل تأمين مستلزمات الحياة، وفي فترة من الفترات عملتُ في أعمال بسيطة مثل الحراسة، ثم بعد ذلك دخلت عالم المقاولات والأعمال واضطررت لمشاركة ابن أحد الضباط الكبار في الجيش حتى أتمكن من تسيير أعمالي، وبعدها بدأت بتنفيذ أعمال المقاولات لصالح الجيش، ثم تطورت الشركة التي أملكها تدريجياً. انتقلت بعد ذلك إلى الفن وشاركت في إنتاج وتمثيل فيلم (البر التاني)، وعندما اكتشفت الفساد في مصر وفشل السيسي في إدارة البلاد قررت المغادرة والعيش في الخارج.

ضابط في رئاسة مرسي قال لي تقرب من السيسي لأنه الرئيس المقبل

■ هل كان لفيلم (البر التاني) دور في تحولك؟ وهل كانت له أصداء لم يعرف بها الناس؟
□ الفيلم كان يتناول قصة مهاجرين غير شرعيين يتركون مصر ويحاولون الوصول إلى أوروبا، لكن المركب الذي يستقلونه يغرق بهم، وبعد أن أنتجناه أبلغني ضباط كبار استياءهم من مضمونه، حيث طلبوا مني أن تكون نهايته مختلفة، وعندما سألته عن النهاية المطلوبة قالوا إنه كان يتوجب أن تكون النهاية عبارة عن مروحية للجيش المصري تقوم بإنقاذ الشباب إلى بر الأمان، وذلك حتى يصبح الفيلم دعاية للعسكر في مصر بدلاً من كونه إدانة لهم. ولاحقاً سحبوا الفيلم مبكرا من دور السينما، أي أنهم سمحوا بعرضه لكن ليس لمدة طويلة، وظنوا أنني لن أشعر بأنهم اختصروا فترة عرضه.
■ متى تعرّفت إلى السيسي أول مرة؟
□ بعد أيام قليلة من فوز الإخوان بالرئاسة في منتصف عام 2012، تم تعيين السيسي وزيراً للدفاع، وعندها اتصل بي الجيش وطلب مني تجهيز منزله، بدأنا بالمشروع على الفور. بعدها بأيام قليلة جاء السيسي للاطمئنان على منزله وسير العمل في أعمال الترميم التي تجري به، وبعدها بيومين فقط زارنا مرة ثانية ومعه زوجته انتصار التي رأيتها في ذلك الوقت لأول مرة، وكانا يصطحبان أبناءهما أيضاً. والمفاجأة كانت لاحقاً أن السيسي وزوجته انتصار كانا يترددان على الفيلا التي نقوم بتطويرها مرة كل يومين على الأكثر، وكانا في كل مرة يطلبان طلبات جديدة في الديكورات والتشطيبات الداخلية والخارجية، حينها كنتُ أستغرب كيف أن وزير الدفاع منشغل في تجهيز قصره على أحدث طراز بينما كانت البلد في وضع خطر، وكان الشباب المصريون يموتون في الاحتجاجات بالشوارع وأمام قصر الاتحادية.

طلبت من الجيش فتح الحدود مع رفح فشنّوا حملة ضدي

■ هل أدركت حينها أو توقعت بأن يصبح السيسي رئيساً لمصر؟
□ بعد أيام قليلة من تولي السيسي وزارة الدفاع في عام 2012 التقيت بضابط برتبة لواء يعمل في الرئاسة، فنصحني بأن أبقى على علاقة طيبة مع السيسي وأن أعمل على إرضائه، وقال لي بالحرف الواحد: (لأن الراجل ده هو الرئيس المقبل). كان الحديث واضحاً وعلنيا في أوساط الجيش وكبار الضباط بأنه ستتم الإطاحة بمرسي وتنصيب السيسي رئيساً بدلاً منه.
■ هل شاركت في أعمال مقاولات في سيناء والمناطق القريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة؟
□ نعم، كنتُ في زيارة لشرم الشيخ وقررتُ أن أذهب لزيارة العمال في منطقة رفح المصرية المحاذية لقطاع غزة، ففوجئت بالجدار الذي يفصل بين البلدين وفوجئت بالإغلاق المشدد، وعندما تحدثت إلى العمال والسكان هناك اكتشفت بأنّ الكثير من الفلسطينيين متزوجون من مصريات، والكثير من المصريين متزوجون من فلسطينيات، واكتشفت أيضاً أن العائلة الواحدة مقسمة على بُعد أمتار قليلة بين رفح المصرية ورفح المصرية. عندما رجعت الى القاهرة قلت للجنرالات في الجيش بكل براءة (لا داعي لهذا الجدار الضخم والأعمال المرافقة له في رفح والتي تكلفنا مئات الملايين ما دامت العائلات واحدة والفروق معدومة بين الناس على الجانبين)، فما كان منهم إلا أن استنكروا ما قلت، وقالوا لي: (الفلسطينيون خونة).
طبعا علمت لاحقاً أن حصار غزة وإغلاق المعبر يشكل «بيزنس كبيرا جداً» لعدد من جنرالات الجيش في مصر، حيث يتقاضون الأموال على البضائع التي يتم تمريرها ويتقاضون الرشاوى من أجل تمرير أي فلسطيني، وهذه المعاناة للفلسطينيين والمصريين في رفح ليست سوى عبارة عن أحد مصادر الدخل المالي للجيش ليس أكثر، ولا علاقة لها بالسياسة ولا بأي شيء آخر.

نظام السيسي يقوم بحملات تكريه ضد الفلسطينيين من أجل تغيير صورتهم لدى المصريين

■ لكن مجريات القضية التي حوكم بها الرئيس الراحل محمد مرسي تقول إن 700 فلسطيني تسللوا من غزة وقاموا بتهريبه من السجن، ما رأيك؟
□ هل يستطيع 700 فلسطيني أن يغلبوا جيش مصر؟ هذه فضيحة للجيش المصري إذن. من المستحيل أن يكون هذا الكلام صحيحاً، فالفلسطينيون إخوتنا وأهلنا ونعيش معهم منذ سنوات طويلة، وأنا أعز أصدقائي كان رجل أعمال فلسطينيا يعيش في مصر، فكيف يريدون أن يقنعوني بأنه خائن؟
ما يحدث حالياً هو أن نظام السيسي يقوم بحملات تكريه ضد الفلسطينيين من أجل تغيير صورتهم لدى المصريين، لأن الفلسطينيين محبوبون في مصر عند كل الناس. نظام السيسي يروج بأن «الفلسطيني خائن والاسرائيلي صديق».
■ بالانتقال إلى زيارتك للعاصمة البريطانية لندن، ما هي أهداف هذه الزيارة؟
□ وصلت إلى لندن بدعوة من منظمة «إيجيبت ووتش» المتخصصة بمراقبة الأوضاع في مصر، وهذه أول جولة دولية لي من أجل فضح السيسي، حيث أجريت عدداً من اللقاءات والمقابلات وذلك في بداية حملة عالمية لن أنتهي منها إلا عندما يسقط السيسي من الحكم، لأنه فشل في إدارة البلاد، وأوصلها الى الحضيض. وسوف يتم الاعلان عن مبادرة جديدة ومهمة من لندن، كما بدأت الاتصالات اللازمة من أجل توحيد كل القوى الوطنية المصرية للتوصل الى برنامج مشترك يعيد الى مصر مكانتها.
■ هل ستزور دولاً أخرى؟
□ نعم، لي جولة أخرى ستشمل بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي، كما سأزور الولايات المتحدة وأجري لقاءات مع عدد من أعضاء الكونغرس.
■ ما هي الرسالة التي تريد إيصالها إلى الغرب؟
□ أريد أن أكشف الأكاذيب التي يروجها السيسي، فهو يقول للعالم الغربي إنه يحارب الإرهاب، والحقيقة أنه لا يوجد إرهاب في مصر، وإنما هو يقوم بابتزاز العالم فقط عبر هذا الادعاء، كما أنه يقوم بالادعاء كذباً أنه يحافظ على الاستقرار، والحقيقة عكس ذلك، حيث أن الأوضاع المزرية التي وصلت لها مصر قد تؤدي الى الانهيار في أية لحظة، وهو ما سيعني أن على الأوروبيين أن ينتظروا موجات لاجئين جدد بسبب الفقر والجوع وسوء الأحوال في مصر.

تابعونا على الحسـابات التالية ليصلكم كل جديد

|| صفحة فيسبوك || جروب فيسبوك ||  قناة تيلجرام ||  صفحة تويتر  ||

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock