منوعات

بماذا فضَّل الله المرأة على الرجل؟

طرحتُ هذا السؤال أكثر من مرة، على الطالبات أثناء محاضرات الجامعة التي أعمل فيها، والغريب أنني في كل مرة كنت أنصدم من الإجابات، ذلك لأن معظم هذه الإجابات كانت: “لا أدري” بل إن بعض هؤلاء الطالبات كان يقول: “ليتني كنت ذكرًا ولم أكن أنثى” وذلك لرؤية هؤلاء الإناث ما يتمتع به الذكور، من حرية في الحركة والتنقل ووو، وهنَّ حبيساتٌ مقصورات، يخشى عليهنَّ من الهواء الطائر، كما يُقال !

أغلب الظن أنَّ الذي يدفع الإناث لقول “لا أدري” أو تمنِّي بعضهنَّ بأن كانت “ذكرًا لا أنثى” هو الجهل بمقام الأنثى: أمًّا، وأختًا، وزوجةً، وبنتًا، فلو علِمَ هؤلاء الأخوات قدرَهنَّ عند الله -سبحانه- وعند رسوله -صلى الله عليه وسلم- لرفعنَ رؤوسَهنَّ عاليًا وقلن: الحمد لله الذي خلقنا إناثًا.

والله -سبحانه- حين خلق آدم ومن ثم ذريته، لم يفرق بين الذكر والأنثى، بل أخبرنا في القرآن بشكل واضح قائلًا {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} فلا فضل لذكرٍ على أنثى ولا لأنثى على ذكر إلا ب #التقوى وفي الحديث عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُم” رواه الإمام البيهقي في شعب الإيمان، حديث رقم: 5137 وهو صحيح.

فكم مِن إناثٍ فَاقُوا رجالًا، وكم مِن زوجاتٍ تقدموا على أزواجهنَّ علمًا وعملًا، وقديمًا رثَى الشاعر الفحل المتنبي والدةَ سيف الدولة الحمداني فقال:

ولو كن النساء كمن فقدنا…    لفضلت النساء على الرجال

فما التأنيث لاسم الشمس عيب … ولا التذكير فخر للهلال

“لقد نظرَ المتنبّي بموضوعية لمكانةِ المرأة وتعزيزها، فليستْ تاءُ التّأنيثِ وصمةَ عارٍ أو شارةَ انتقاصٍ، بل تزيدُها وقارًا وقدْرًا، فكما أنَّ الشّمسَ أمُّ الضّوءِ، وقاهرةُ العتمةِ وآيةٌ لحياتِنا وأرزاقِنا، وكما تعكسُ نورَها على الهلالِ فيبدو مضيئّا، كذلك المرأةُ هي شمسُ البشريّةِ والوجودِ، إذ تُضفي لمسةَ جمالٍ للطّبيعةِ البشريّةِ والكونيّة، بحنانِها وضوئِها ودفئِها، وتكتملُ دورةُ الحياةِ بشروقِها وغروبِها” منقول.

ومما فضَّل الله النساءَ به على الرجال:

ثلاث أرباع البر -أمًّا-: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللهِ، مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ قالَ: “أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبُوكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ”. رواه مسلم في صحيحه، رقم: 2548

بَسطُ الرزقِ، وإنسَاءُ الأثَرِ فِي -صلةِ الأخت-: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ”. رواه البخاري في صحيحه، رقم: 5986

حوزُ الخَيريةِ بِها -زوجةً-: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “خَيْرُكم خَيْرُكم لِأَهْلِه، وأَنا خَيْرُكم لِأَهْلي” رواه الإمام أحمد …

هي حجابٌ من النار -بنتًا-: عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن كانَ لَهُ ثلاثُ بَناتٍ فصبرَ عليهنَّ، وأطعمَهُنَّ، وسقاهنَّ، وَكَساهنَّ مِن جِدَتِهِ كنَّ لَهُ حجابًا منَ النَّارِ يومَ القيامَةِ” رواه ابنُ ماجه في سننه، رقم: 2974

لها التمتع بالذهب والحرير دون الرجال: عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الحريرُ والذهَبُ حرامٌ على ذُكورِ أُمَّتي، حَلالٌ لإناثِهم” رواه الإمام أحمد في المسند، حديث رقم:

لها أجر الحجاب دون الرجال: فهي مطيعةُ لله فيما أمر من الستر، وحين تخرج من بيتها متسترة ملتزمةً بأمر الله ربها في ستر ما أمر الله سترَه، فهي مأجورة مُثابة حتى تعود إلى بيتها {يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لِّأَزْوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰٓ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}

لها ثواب الصلاة وإن لم تصلٍّ -وقت الحيض-: قال الشيخ ابنُ باز -رحمه الله-: “إذا علم الله مِنْ قلبها أنها لولا الحيض لصلت؛ لها أجر المصلين مثل إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمله وهو صحيح مقيم” وذلك لما قاله أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه-: قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “إذَا مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا” رواه البخاري في صحيحه، حديث رقم: 2996

لها أجرُ الحمل، والولادة، والإرضاع، وكل هذا دون الرجال: مما كتبه الله على بنات حواء: الحمل، والولادة، والإرضاع، وهنَّ مأجوراتٌ على تحملهن آلام الحمل، مأجوراتٌ على صبرهن على آلام الولادة، مأجوراتٌ على مصابرتهن على طول فترة الإرضاع، وقد قال الله تعالى {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ}

وقائمة ما فضَّل الله المرأة على الرجل كثيرة، ولكني أجد نفسي مضطرًا للقول في الختام:

قد فضل الله الرجال على النساء بأمور خصَّهم بها، وكذلك فضل الله النساء على الرجال بأمور خصهنَّ بها، وكما أن الأمور التي فضل بها الرجال وخصوا بها لا يحل للنساء المطالبة بهن، كذلك لا يحل للرجال المطالبة بالأمور التي فضل بها النساء وخصوا بها، ويكفي الرجال والنساء قول الله -سبحانه- {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}.

تابعونا على الحسـابات التالية ليصلكم كل جديد

|| صفحة فيسبوك || جروب فيسبوك ||  قناة تيلجرام ||  صفحة تويتر  ||

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock