اخبار

زواج البركة مبادرة مثارة للجدل وصاحبها يكشف أسرارها وشروطها !

“مال الارض كله لا يكفي مهرا لفتاة فلسطينية.. لكن الايد قصيرة والعين بصير”، إحدى مقولات السيد محمود كلخ من مدينة خانيونس صاحب مبادرة “زواج البركة” التي أطلقها قبل ثلاثة أيام، ووجدت صدى وجدلاً كبيرين وسط المجتمع.

ينص “زواج البركة” على أن يكون المهر ألف دينار، والسكن غرفة في منزل عائلة الزوج، وطقم النوم بألف شيكل، وذلك عكس المُتعارف عليه في العُرف الغزي.

ورفعت المبادرة شعار “بنات الغلابة لأولاد الغلابة، وخلي أم 5 آلاف دينار تتهنى في بيت أهلها”.

سنوات الانقسام

وأعلن كلخ –  وهو أستاذ أحياء وبيولوجيا –  نفسه وسيطاً بين أولياء أمور الشباب والبنات، مع الحفاظ على سرية بياناتهم بشكل تام.

يقول كلخ: “لأنني مُطلع كغيري على أوضاع الشباب والفتيات في قطاع غزة، الشباب يهاجرون هرباً من الفقر، ومحاولةً لتكوين مستقبلهم بتوفير بعض النقود ليتزوج بهم، قمت بإطلاق هذه المبادرة”.

وأضاف كلخ في حديثه لـ”دنيا الوطن”: “أرى الشباب المنتشرين على الطُرقات يسيرون ولا يوجد في جيوبهم شيكلاً واحداً، شباب وصلت أعمارهم إلى أكثر من 30 عاماً، سنوات الانقسام الفلسطيني سلبتهم أعمارهم، وكل شيء يُمكن تعويضه إلا العُمر”.

وتسائل كلخ: “إلى متي سينتظر الشاب الذي أصبح عمره 35 عاماً دون زواج؟ إلى أن ينتهي الانقسام ويتحسن الوضع؟ هذا يعني أنه سيُصبح في الخمسين من عمره وهو ينتظر، وعمره انتهى ولن يعود، فمن سيعوضه؟”.

كيف يستمر الزواج؟

وأكد كلخ أن حاجة المجتمع إلى المُبادرة هي التي خلقتها، وشرح قائلاً: “الشاب قد يجد غرفة لدى عائلته ليسكن فيها، لكن من أين سيأتي بمبلغ 6000 دينار مهراً لفتاة، عدا تكاليف الزفاف، لذلك قمنا بتسهيل الأمر عليه بعيداً عن مؤسسات تيسير الزواج، فيستيقظ الشاب ليلة صباحية زفافه ولا يوجد عليه أي ديون لأي جهة”.

وواجه كلخ العديد من الانتقادات التي انبثقت من سؤال صريح “كيف سيعيش بعد الزواج في ظل نفس الأوضاع التي منعته من الزواج أصلاً قبل المبادرة؟”

أجاب كلخ: “من حق الجميع أن ينتقد ويُهاجم، وأنا بانتظار مشاريعهم البديلة لحل مشاكل الوطن، هذا إن كانوا مؤمنين بأنه يوجد أصلاً مشاكل، فهل هم يعيشون واقعاً غير واقعنا؟ أم هم في مجتمع غير مجتمعنا؟”.

وأضاف كلخ: “صحيح أن هناك حالات طلاق كثيرة، ولكن ذلك قبل المبادرة، ولو اطلعتوا على حالات الطلاق، ستجدون أن المهر فيه كان مابين 3 – 5 آلاف دينار، فالشاب يدخر ألفي دينار مثلاً ويخرج ليتداين الباقي لإتمام زفافه، وفي يوم الصباحية يضع عينه على ذهب زوجته، ومن هنا تبدأ المشاكل، لكن مبادرتنا تضمن له أن يستيقظ صباحية زفافه دون ديون، وسيستطيع أن يعيش بيومية 20 شيكل حينها، بينما لو تزوج بالديون وكان دخله 100 شيكل يومياً، لن يكون سعيداً، ولن تكون حياته مستقرة”.

واستطرد: “كما نحرص أن تكون حقوق الفتاة مكفولة ومحفوظة كاملة، فولي الأمر يتساهل في المقدم، لكنه حر في مبلغ المؤخر، حسب الاتفاق ما بينه وبين العريس”.

إحصائيات

وكشف كلخ عدد الطلبات التي وصلت إليه منذ إطلاق المبادرة: “عُمر المبادرة ثلاثة أيام فقط، ومع ذلك تلقينا طلبات من 500 حالة ما بين شباب وعائلات فتيات، تتراوح أعمار الفتيات ما بين 22 – 27 عاماً، أما الشباب فمُعظمهم فوق الثلاثين عاماً، وأكبرهم سناً كان رجل يبلغ من العمر 40 عاماً، هاتفني وأخبرني أنه لم يسبق له الزواج بسبب سوء أحوال غزة، وأخبرني أنني أعطيته أملاً جديداً في الزواج”.

وتباهى كلخ بإنجازات المبادرة قائلاً: “وجهنا 15 حالة لرؤية الفتيات، ومعظمهم أبدى الموافقة، وشهدت المبادرة حالة خطوبة واحدة حتى الآن، وقام الشاب الذي نجح معه الأمر بتسجيل شقيقته في المبادرة”.

وأضاف: “اتصل بي دكتور جامعي وأخبرني أن لديه ابنة، واتصل بي شاب أخبرني أنه لولا المبادرة لما تزوج أبداً”.

وأكد كلخ أن الأمر لا يتعلق بمبادرة فقط: “يهمني أن تصل المبادرة إلى كل منزل في غزة، وأن تصبح ثقافة عامة، وذلك اقتداءً بحديث الرسول محمد صلى الله عليهم وسلم: “أقلهن مهراً أكثرهن بركة”.

لا لزوجة ثانية

أما عن شروط المشاركة في المبادرة، فهي كما ذكر كلخ:”ألا يكون الطرفان قد سبق لهما الزواج، فلا تشمل الأرامل والمُطلقات، ولا تشمل الرجل المتزوج، كذلك من شروطها التواصل مع عائلة الفتاة، فأنا لا أُسجل حالة أي فتاة دون أن أتحدث إلى والدها، أو ولي أمرها، وأتواصل معه وأقنعه”.

وأكد كلخ أن المبادرة فردية، لا تتبع لأي جمعية خيرية أو جهة فصائلية أو مؤسسة حكومية، بل عمل فردي خالص، مُضيفاً: ” لا يوجد أي عائد مالي من مبادرتنا، رغم أن الكثير من المؤسسات حاولت تبني الفكرة، وتقديم الدعم، ولكننا رفضنا لقناعتنا بأن المال يُفسد مضمون الفكرة”.

ورغم أن المبادرة انطلقت منذ  ثلاثة أيام فقط، إلا أن كلخ قام بتشكيل لجنة حكماء في كل محافظة من محافظات غزة، وختم قائلاً: “تتكون اللجنة من سبعة أكاديميين، وأناس لهم ثقلهم في المنطقة ومكانتهم في المجتمع، بعيداً عن السياسة أو الفصائل، وذلك لمزيد من ضبط العمل، وكل أحد منهم لديه فريق عمل خاص به لتسويق المبادرة في المجتمع المحلي وشرحها، بحيث تصبح ثقافة في المجتمع، وأن يكون المهر الدارج في غزة ألف دينار، دون اللجوء لنا”.

 

تابعونا على الحسـابات التالية ليصلكم كل جديد

|| صفحة فيسبوك || جروب فيسبوك ||  قناة تيلجرام ||  صفحة تويتر  ||

مقالات ذات صلة

‫14 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock